فضل صدقة التطوع

فضل صدقة التطوع

فضل صدقة التطوع من الفضائل العظيمة في الإسلام وتعتبر من أبواب الخير والحسنات المفتوحة للعباد، فهي تطهر المال والنفس وتزيد الحسنات والأجر وتحقق البركة في الرزق والصحة والعمر، فهي ليست مجرد أموالاً يتم دفعها للفقير والمحتاج فقط أو جهداً يبذل في سبيل راحتهم ومساعدتهم، لكنها تعني أن هناك قلوبًا رحيمة تشعر بغيرها ولديها من الإيمان ما يكفي لمساعدة الآخرين، وقلوبًا أخرى ستسعد بالمساعدة ويفك كربها وينتشر الحب والوئام بين أفراد المجتمع، وعبر هذه السطور سنتعرف معكم على ما هي صدقة التطور ومقدارها وفضلها وأهميتها وكيف يمكنك تقديمها لمن يستحق وأنت مطمئن؛ لتحصل على الثواب الكبير في الدنيا والآخرة.  

ما هي صدقة التطوع

إنها الصدقة التي يقوم المسلم بإخراجها بغير إلزام وتطوعًا منه بإرادته، فهي ليست فرضًا عليه، حيث يخرج الصدقة لغيره رغبة في التقرب لله عز وجل.

حيث يقدم المسلم صدقة التطوع من ماله، مجهوده، وعلمه طواعية دون إجبار، لأنها ليست ضمن الزكاة المفروضة والواجبة، لكنها من الأعمال التي يقوم بها الشخص من تلقاء نفسه.

ولا يوجد وقت محدد لإخراجها فيمكن أن يخرجها المسلم في أي وقت لأنها مستحبة في أي وقت أو مكان، ولا يوجد لها مقدار محدد فهي تكون وفقًا لقدرة المسلم، ويشترط أن تكون من مال حلال، وهي من أسباب نيل الأجر والحسنات والتقرب لله ودخول الجنة. 

 وتتضمن إنفاق المال والجهد والأعمال الخيرية، وتعمل على تطهر النفس من البخل وتضاعف الأجر، وقد قال تعالى: الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلَانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ.”

أهمية صدقة التطوع

عند الحديث عن فضل صدقة التطوع يجب الإشارة إلى أن لها فوائد كثيرة للمسلم كما يلي: 

  • إنها سببًا في استكمال زكاة الفريضة وتعمل على جبر نقصها.
  • تطفئ وتكفر الذنوب والخطايا، كما قال الرسول الكريم: “والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار.”
  • تعتبر من أسباب العتق من النار ودخول الجنة.
  •  من أسباب تحقق البركة في المال والعمر والصحة.
  • تشعر المتبرع بالسعادة والراحة النفسية وتقربه لله عز وجل.
  • تدخل السعادة والسرور في قلب الفقير وتوفر له احتياجاته وتفك كربه.

فضل صدقة التطوع

الصدقة تقرب العبد لربه وتعبر عن أن نيته صادقة لله وفضلها أنها تطهر المال والبدن، وتمنح المتبرع الحسنات وهي سبب في الخير له بالدنيا والآخرة، ويدخل المسلم بسببها الجنة ويغفر الله ذنوبه وسيئاته.

 وقد قال الله تعالى في سورة البقرة الآية 261:” مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبّة أنبتت سبع سنابل، في كل سنبلة مائة حبّة، والله يضاعف لمن يشاء.”

 وهو ما يؤكد على أن الله يضاعف الحسنات لمن يقدم الصدقات، كما أنها سببًا للبر والتقوى، حيث قال تعالى في سورة آل عمران الآية 92:” “لن تنالوا البر حتى تُنفقوا مما تحبون”، كما قال جل وعلا في سورة البقرة الآية 245: “من ذا الذي يُقرض الله قرضًا حسنًا فيضاعفه له أضعافًا كثيرة.”

 كما أنها تطفئ نار الذنوب كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم: “الصدقة تطفئ الخطيئة كما يُطفئ الماء النار.”، كما أنها سببًا للبركة في المال، حيث  قال كذلك: “ما نقص مال من صدقة، بل تزده، بل تزده.”

 وصدقة التطوع من أفضل الأعمال كما قال الرسول الكريم: “خَيْرُ الصَّدَقَةِ مَا كَانَ عَنْ ظَهْرِ غِنىً، وَابْدَأ بِمَنْ تَعُولُ”.

 من يحصل على صدقة التطوع؟

بعد معرفة فضل صدقة التطوع يأتي سؤالاً آخر يتعلق بمن يستحق هذه الصدقة، و نسترشد بالآية الكريمة التي توضح من يستحق أموال الزكاة: ” إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَاِبْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ

لكن يؤكد العلماء أن مفهوم صدقة التطوع أوسع من الصدقة العادية، حيث يجوز للمسلم أن يقدمها لأي شخص يحتاج إليها حتى لو لم يكن فقيراً.

فيمكن التصدق على طالب العلم حتى لو كان غنيًا لتشجيعه على استكمال التعليم، كما يمكن التصدق على الأهل والأقارب والأصدقاء في سبيل نشر روح المحبة والمودة. 

 وتجوز صدقة التطوع على الفقير والمسكين ومن لا يوجد لديه قوت يومه، كما تصح للأيتام بهدف رعايتهم وتوفير كافة الاحتياجات لهم، ويمكن أن تقدم للمرضى لشراء العلاج والأدوية.

كما تجوز صدقة التطوع على عابر السبيل ومنكوبي الكوارث، ويمكن أن تشارك من خلالها في عمل الخير العام مثل بناء المدارس والمراكز الطبية وسقيا الماء وحفر الآبار وتصليح وإنارة الطرق والشوارع.

 ما هي آداب صدقة التطوع

 بعد التعرف على فضل صدقة التطوع علينا الآن الإشارة للآداب الواجب إتباعها عند تقديم الصدقة لمن يحتاج إليها كما يلي: 

  • التصدق بإخلاص وبنية خالصة ابتغاء مرضاة الله بدون رياء.
  • تجنب الأذى والمن إعمالاً لقول الله عز وجل: ” يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تُبۡطِلُواْ صَدَقَٰتِكُم بِٱلۡمَنِّ وَٱلۡأَذَىٰ.”
  • تقديم الصدقة في السر أفضل من العلن، كما قال الرسول الكريم: ” وَرَجُلٌ تَصَدَّقَ بِصَدَقَةٍ فَأَخْفَاهَا، حَتَّى لَا تَعْلَمَ شِمَالُهُ مَا تُنْفِقُ يَمِينُهُ”.
  • أن تكون الصدقة من مال حلال طيب، حيث قال الله تعالى: ” لَن تَنَالُواْ ٱلۡبِرَّ حَتَّىٰ تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَۚ”.
  • إمكانية التصدق على الأقارب المحتاجين والزوج والزوجة، كما قال الرسول الكريم: ” إِنَّ الصَّدَقَةَ عَلَى الْمِسْكِينِ صَدَقَةٌ، وَعَلَى ذِي الرَّحِمِ اثْنَتَانِ: صَدَقَةٌ، وَصِلَةٌ”.
  • تقديم الصدقة مصحوبة بكلمة طيبة وابتسامة لحفظ كرامة المحتاج.

ما هي أنواع صدقات التطوع

في الحديث عن فضل صدقة التطوع تجدر الإشارة لأنواعها وذلك كما يلي: 

  • الصدقة الجارية: وهي التي يستمر أجرها للمسلم حتى بعد وفاته وتكون بنية عمل الخير للمحتاج، ومن ضمنها بناء المساجد وأماكن التعليم والمدارس والمستشفيات وحفر الآبار وزراعة الأرض.
  • صدقة غير جارية: وهي عبارة عن إعطاء الصدقة للمحتاج حتى ينتفع بها هو فقط دون غيره، مثل إطعام الطعام أو توفير الملابس والمسكن أو إعطاء المال له.

أهمية صدقة التطوع للفرد والمجتمع 

فضل صدقة التطوع لا يعود على الفرد المتصدق فقط، بل يمتد أثرها الطيب على المجتمع ككل، وذلك كما يلي: 

  • تطهر النفوس من مشاعر الكراهية والشح والبخل.
  • تزيد البركة والخير في المال والرزق.
  • ترفع درجات المسلم وتغفر خطاياه وذنوبه.
  • تقرب العبد لربه وتشعره بالرضا والسعادة الداخلية.
  • تنشر مشاعر المحبة والتكافل بين أفراد المجتمع.
  • تقلل من معاناة المحتاج وفقره وتساعده في الحصول على احتياجاته.
  • تعمل على تقوية العلاقات بين أفراد المجتمع ليصبح أكثر قوة وتماسك.

كيف تقدم صدقة التطوع؟

توجد عدة صور لتقدم بها الصدقة للمحتاج ومن خلالها تحقق فضل صدقة التطوع وذلك كما يلي: 

  • إطعام الفقراء والمحتاجين وتوزيع الطعام عليهم.
  • نشر العلم والمعرفة بين أفراد المجتمع.
  • دفع المال للفقير والمحتاج ومعاونته على شراء احتياجاته.
  • دفع المال للجمعيات الخيرية التي تعمل على توفير الاحتياجات للأيتام والمساكين والمحتاجين.
  • التطوع بالجهد والوقت لمساعدة المحتاجين.
  • توزيع الملابس والكساء على من يحتاجها.

فإذا كنت ترغب في نيل فضل صدقة التطوع والمساعدة في إسعاد الفقراء والأيتام، يمكنك أن تقدم صدقتك لمؤسسة  إخاء التي تضمن وصول الصدقات لمن يستحقها من الأيتام.

احصل على الأجر والثواب بالتبرع عبر حسابات الجمعية والمتجر الإلكتروني أو عبر الرسائل القصيرة 5097، ولمزيد من الاستفسار يمكن التواصل عبر الرقم الموحد 8003010111

 في الختام، يمكن القول أن فضل صدقة التطوع عظيم لا يمكن حصره، فهي من أهم الأعمال التي تفتح لك أبواب الجنة وتزيل عنك الذنوب والسيئات وتقربك لله عز وجل، لا تتردد وقدم صدقتك لمن يحتاج وفرج كربه وساعده على الحياة الكريمة، إنه لا يوجد وقت معين لصدقة التطور ولا قيمة محددة ولا مكان معين، فهي مستحبة في أي وقت أو مكان وفقًا لظروفك وقدرتك، المهم أن تخلص النية لله تعالى وتختار المكان الذي يساعدك في ذلك ويضمن وصولها لمن يستحقها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

أنقر هنا لمساعدتك
💬 تحتاج الى مساعدة؟ أضغط هنا
مرحبا بك في خدمة التواصل عن طريق الواتس اب 👋