فضل تفريج كربة يتيم

فضل تفريج كربة يتيم

يعد فقدان الأب من أصعب المحن التي يمكن أن يواجهها الطفل حيث أن كلمة يتيم تشير في اللغة إلى الفقدان والتفرد ويطلق على الطفل الذي فقد والده قبل بلوغه سن الرشد من هنا أصبح فضل تفريج كربة يتيم كبير ومن أعظم الأعمال التي تعكس الإيمان القوي والتقرب إلى الله ولكن يتطلب كفالة اليتيم أن يعامل كما يعامل الأبناء من حيث العناية والإنفاق مع الحرص على تربيته تربية حسنة.

فضل تفريج كربة يتيم

حث الإسلام على رعاية اليتيم وجعلها من أفضل الأعمال التي تقرب العبد إلى الله وقد وردت في السنة النبوية أحاديث كثيرة تبين مكانة كافل اليتيم وفضله ومنها قول نبينا محمد عليه السلام: أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا وأشار بإصبعيه السبابة والوسطى مع ترك مسافة بسيطة بينهما في إشارة إلى قرب منزلتهما في الجنة.

كما يترتب على كفالة اليتيم أجر عظيم في الدنيا والآخرة ومن الفضائل التي ينالها الكافل:

  • مكانة رفيعة في الجنة كما وعد النبي محمد عليه السلام أن كافل اليتيم سيكون قريبا منه في الجنة.
  • كما يفتح الله سبحانه وتعالي للكافل أبواب الرزق ويبارك له في ماله.
  • يمنح الله الكافل شعورا بالراحة والسرور عندما يرى أثر إحسانه في حياة اليتيم.

الضوابط الشرعية لكفالة اليتيم

  • ينبغي أن تكون نية الكفالة خالصة لوجه الله تعالى، سعياً لنيل رضاه.
  • يجب على الكافل صون حقوق اليتيم، سواء المادية أو المعنوية، وعدم التعدي عليها.
  • من مسؤوليات الكافل تربية اليتيم على القيم الإسلامية والأخلاق الحسنة.
  • الكفالة لا تؤثر على النسب بخلاف التبني الذي يؤدي إلى تغيير النسب وهو غير جائز في الإسلام.
  • لا تقتصر كفالة اليتيم على الجوانب المادية فقط بل تشمل أيضا رعايته نفسيا واجتماعيا وتوفير بيئة آمنة مليئة بالحب والعطف إلى جانب تعليمه وتثقيفه وتوجيهه نحو الخير.

اليتيم في الإسلام

اليتيم في الإسلام هو الطفل الذي فقد والده قبل أن يصل إلى سن البلوغ حيث يعتبر الأب المسؤول الأول عن توفير الرعاية والحماية للطفل وفقدانه يضعه في وضع ضعف وحاجة إلى الدعم العاطفي والمادي.

وعندما يصل الطفل إلى سن الرشد أي بعد البلوغ لا يعتبر يتيما وفقا للشريعة الإسلامية.

الإسلام منح اليتيم عناية خاصة وجعل رعايته وكفالته من أعظم القربات إلى الله سبحانه وتعالى فقد ورد في القرآن الكريم” ويسأَلونك عن اليتامى قل إِصلاح لهم خير”.

ما يبرز أهمية الاهتمام باليتيم والعمل على تحقيق مصلحته هذا التوجيه يعكس رؤية الإسلام في ضمان حقوق الأيتام وتحقيق العدالة الاجتماعية ويضمن لهم حياة كريمة ومستقبلا مستقرا في ظل المجتمع المسلم.

ما فضل من يعول على اليتيم؟

فضل تفريج كربة يتيم في الدنيا والآخرة يظهر بوضوح في العديد من الفوائد الروحية والمادية التي يجنيها المسلم ومن أبرز هذه الفوائد:

الصحبة مع النبي صلى الله عليه وسلم في الجنة حيث يرافق الشخص الذي يرعى اليتيم رسول الله في دار الخلود.

  • زيادة الرزق والمال حيث تعتبر كفالة اليتيم صدقة تثمر في مضاعفة الرزق بفضل الله.
  • تحسين الأخلاق حيث يسهم رعاية اليتيم في تربية النفس على الفضائل مثل الرحمة والصبر.
  • ترقيق القلب والمشاعر فمسح رأس اليتيم له تأثير بالغ في زيادة الإحساس واللطف.
  • التقرب إلى الله حيث تساهم كفالة اليتيم في تعزيز التقوى وتحسين الأخلاق فيتقرب المسلم إلى الله ويجعله قدوة حسنة.

كما ورد في الحديث عن أبي الدرداء رضي الله عنه “أتى النبي صلى الله عليه وسلم رجل يشكو قسوة قلبه فقال: أتحب أن يلين قلبك وتدرك حاجتك؟ ارحم اليتيم وامسح رأسه وأطعمه من طعامك يلن قلبك وتدرك حاجتك” (رواه الطبراني).

أنواع رعاية اليتيم

كما تعدد فضل تفريج كربة يتيم تتعدد أيضا أنواع رعاية اليتيم وتتخذ أشكالا مختلفة تتناسب مع احتياجاته في مراحل حياته المختلفة.

أعلى هذه الأشكال وأكثرها تأثيرا هو دمج اليتيم في الأسرة بشكل كامل حيث يعتبر جزءا منها.

في هذا النوع يعامل اليتيم كما لو كان أحد أفراد الأسرة ويعيش بين الأطفال الآخرين بحيث لا يشعر بالحرمان العاطفي أو الاجتماعي وتستمر هذه الرعاية حتى يبلغ الطفل هذا النموذج كان شائعًا في زمن الصحابة رضي الله عنهم.

أما الشكل الثاني لرعاية اليتيم فيتمثل في الإنفاق عليه ودعمه ضمن أسرته الأساسية من خلال توفير احتياجاته اليومية سواء عبر الكفالة أو المنح المالية التي يتم تقديمها عن طريق الجمعيات الخيرية أو الأفراد وهو النموذج الأكثر شيوعا في الوقت الحاضر.

إضافة إلى ذلك يمكن تفريج كربة اليتيم من خلال المساهمة المالية لصالح دور الأيتام أو المؤسسات التي تهتم برعاية الأيتام هذه المؤسسات تقدم برامج متكاملة تشمل توفير المأكل والملبس والتعليم والرعاية النفسية والاجتماعية.

ومن أبرز هذه الجمعيات هي جمعية إخاء التي تعمل جاهدة على البحث عن اليتامى المستحقين وتفريج كربتهم ورعايتهم رعاية كاملة.

أمثلة للأيتام في الاسلام

بعد أن تعرفنا على فضل تفريج كربة يتيم لابد أن نذكر أبرز الأمثلة التي قدمها الإسلام لتكريم اليتيم هو رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم الذي ولد يتيما ليكون قدوة عظيمة للمسلمين في التعامل مع الأيتام.

رغم أنه نشأ في ظروف صعبة بعد فقدانه لوالده قبل أن يولد إلا أنه أصبح نموذجا في الأخلاق والخلق الرفيع وجعل الله له مكانة عظيمة لدى المؤمنين وأجبر أعداءه على احترامه.

كما أن النبي صلى الله عليه وسلم قد أوصى باليتيم وضرورة رعايته فقد أشار إلى فضل كفالة اليتيم وأكد أن من يكفل يتيما يكون مع النبي في الجنة في قرب عظيم.

وبهذا المثال رفع الله عز وجل من مكانة اليتيم وجعل الاهتمام به والعمل على رعايته من أسمى الأعمال التي يحبها الله ويكافئ عليها.

الخاتمة:

إن فضل تفريج كربة يتيم من أعظم الأعمال التي حث عليها الإسلام فهي ليست مجرد مسؤولية اجتماعية بل عبادة عظيمة تقرب العبد من ربه وتعود عليه بالخير في الدنيا والآخرة ومن خلال الكفالة ينال اليتيم حقه في الرعاية والاهتمام وينشأ في بيئة توفر له الحب والأمان ويسهم في بناء مجتمع متماسك قائم على التكافل والإحسان.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

أنقر هنا لمساعدتك
💬 تحتاج الى مساعدة؟ أضغط هنا
مرحبا بك في خدمة التواصل عن طريق الواتس اب 👋