الأضحية وشروطها
الأضحية وشروطها يحتاج كل مسلم للتعرف عليها باعتبارها من أهم العبادات التي يقوم بها في عيد الأضحى المبارك، حيث يتم ذبح الأضاحي وتوزيع لحمها وأخذ الثواب، لكن هل توجد شروط لمن يقوم بهذا الأمر؟ وهب توجد شروط متعلقة باختيار الضحية ذاتها؟ وكيف يمكن أن تضمن وصول الأضحية لمستحقيها بأمان؟ السطور التالية ستوضح لك إجابات على هذه الأسئلة وغيرها الكثيرة لتضح الصورة أمامك.
ما هي الأضحية وما حكمها؟
يقصد بالأضحية كل ما يقوم المسلم بذبحه في سبيل الله من الأغنام والبقر والإبل وذلك في يوم النحر وهو يوم عيد الأضحى المبارك، بالإضافة لأيام التشريق الثلاثة.
حيث يبدأ وقت ذبح الأضاحي بعد انتهاء صلاة عيد الأضحى وينتهي عند غروب شمس ثالث يوم من أيام التشريق، ولا يجوز ذبح الأضحية بعد هذا الوقت.
ويمكن أن يقوم المسلم بالتضحية بنفسة أو يقوم بتوكيل شخص آخر بدلاً منه ليقوم بالأمر بدلاً منه.
حكم ذبح الأضحية في الإسلام
التضحية هي سنة مؤكدة عن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم مع الاستطاعة، حيث كان يقوم بذبح كبشين أملحين من الغنم كل عام الأول عن محمد وآل محمد والثاني عمن وحد الله وآمن من أمته.
والأضحية تقرب العبد من الله عز وجل لأنها من العبادات العظيمة، حيث قال الله تعالى في الآية 3 من سورة الحج:” لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ.”
وتوضح الآية الكريمة أن التضحية تتطلب النية لله بقلب صافي وتقوى الله والتقرب منه.
الأضحية وشروطها
توجد مجموعة من الشروط التي يجب أن تتوفر لدى الضحية نفسها وأخرى يجب أن تتواجد لدى المضحي، وذلك حتى تصح التضحية وتكون مقبولة، وذلك كما يلي:
الشروط التي يجب توفرها لدى الضحية
الذبيحة التي يتم اختيارها للتضحية يجب أن تتضمن مجموعة من الشروط كما يلي:
- يجب أن يتم اختيار الحيوان بعناية ليكون خاليًا من أي أمراض وعيوب.
- يتم تجنب الذبيحة العمياء، العرجاء، العوراء، المريضة والهزيلة ومقطوعة الأذن، وكذلك التي لا يوجد لديها أسنان.
- يجب اختيار الضحية في عمر مناسب يبدأ من سنة كاملة.
- يتجنب اختيار الأغنام في المرحلة العمرية بين ستة أشهر وحتى 12 شهر، والتي لم تنمو أسنانها بعد.
- يجب أن تكون الضحية ذات بنية جسدية قوية وذات حالة صحية جيدة وغنية باللحم.
- يجب التسمية قبل الذبح وأن يكون الذابح عاقلاً وأن ينهمر الدم منها بقوة.
الشروط الواجب توفرها في المضحي
يجب أن توجد بعض الشروط فيمن يقوم بالتضحية وذلك كالآتي:
- أن يكون المضحي مسلمًا.
- أن تكون الضحية ملكًا للمضحي، ولا يكون حاصلاً عليها بمال حرام أو بالسرقة أو عن طريق عقد باطل.
- ضرورة توفر نية التضحية بهدف التقرب لله تبارك وتعالى.
- المسلم المضحي يجب أن يكون بالغ و عاقل وحر ليس مملوكًا.
- توفر القدرة المالية لدى المضحي، ويرى الحنابلة أن يمكن أن يستدين الشخص بهدف التضحية بشرط توفر القدرة على سداد الدين.
- أن يكون المضحي مُقيمًا في البلد الذي سيقوم بالتضحية فيه.
- من شروط ذبح الأضحية للرجل ألا يقص شيئًا من أظافره أو شعره بداية من العشر أيام الأولى من شهر ذي الحجة.
- يمنع بيع أي جزء من الذبيحة مثل شعرها أو أظافرها.
- لا يجب إعطاء من قام بذبح الذبيحة جزءً منها كأجر عن قيامه بالذبح، لكن يمكن أن يأخذ فقط على سبيل الصدقة أو الهدية.
- اشترط المالكية ألا يكون المضحي حاجًا وذلك للتخفيف عن الحجاج.
كيف يتم توزيع الأضحية؟
بعد التعرف على الأضحية وشروطها فإن هناك سؤالاً آخر هامًا يتعلق بالطريقة التي يتم بها توزيع لحوم الأضاحي.
وفقًا للسنة النبوية فإنه يتم تقسيم الأضحية إلى ثلاثة أجزاء، الجزء الأول للمضحي وأهل بيته ويعادل الثلث.
الثلث الثاني من الضحية خاص بأقارب المضحي، ويتم توزيع الثلث الثالث على الفقراء كصدقة، ويمكن تقسيمها بأي طريقة أخرى وفقًا للعلماء، لكن يفضل اتباع السنة النبوية الشريفة.
حيث قال ابن عباس: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يأكل ثلث أضحيته، ويُهدي ثلثًا، ويتصدق بثلث”.
أهمية ذبح الأضحية للفرد والمجتمع
الحديث عن الأضحية وشروطها من الأمور الهامة للفرد والمجتمع، حيث أنها ليست مجرد قطعًا من اللحم يتم تناولها فقط، لكنها تترك أثراً هامًا على الجميع وذلك كما يلي:
- إنها تقرب المضحي من الله وتشعره بأنه يتطهر من ذنوبه.
- تعزز من وعي الأشخاص دينيًا وتذكر المسلم بالطاعة والتضحية في سبيل الله.
- تذكر قصة سيدنا إبراهيم وولده إسماعيل وكيف أطاع الولد والده ونجحا سويًا في الاختبار الرباني للطاعة.
- إنها عبادة مهمة تعمل على تدعيم الروابط بين أفراد الأسرة والمجتمع.
- توفر الغذاء للأيتام والفقراء والمساكين في وقت العيد، مما يعمل على تعزيز مشاعر التضامن والتكافل والمساواة.
وحتى تتمكن من توزيع الأضحية بشكل صحيح عليك التعاون مع الجمعيات الخيرية التي تساعده في وصول الصدقة لمستحقيها من المحتاجين والأيتام.
ومن ضمن هذه الجمعيات التي تتمتع بالمصداقية والثقة جمعية إخاء التي تحتضن الأيتام وتوفر لهم الحياة الكريمة، ويمكن أن تتبرع لجمعية وتساعدها في دعم الأيتام وذلك من خلال الحسابات البنكية للجمعية أو عن طريق المتجر الإلكتروني أو عن طريق الرسائل القصيرة على رقم 5097، كما يمكن أن تتواصل مع الجمعية عبر الرقم الموحد 8003010111.
في الختام، يمكن القول أن الأضحية وشروطها يجب التأكد منها جيداً قبل الذبح، وذلك لانتقاء الذبيحة المناسبة مع مراعاة الشروط الخاصة بمن يقوم بالتضحية، وذلك للحصول على فرصة عظيمة للتقرب من الله تعالى وتوفير الغذاء للفقراء والمحتاجين والأيتام، وتساعدك إخاء في ذلك فلا تتردد وتواصل معنا لتضمن وصول صدقتك لمستحقيها.
